إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
محاضرة في النصرية
5842 مشاهدة print word pdf
line-top
المواظبة على النوافل التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم

وكذلك إذا قدرت على المواظبة على النوافل التي سنها لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك -أيضا- خير كثير.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يواظب على الرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، فكان يصلي ركعتين قبل الظهر، وأحيانا أربعا، وركعتين بعد الظهر، وندب إلى أربع بعدها، وندب إلى أربع ركعات قبل العصر بسلامين، وإلى ركعتين قبل المغرب، وركعتين بعدها، وركعتين بعد العشاء، وندب -أيضا- إلى صلاة الضحى، أي صلاة ما تيسر في وسط الضحى، وقال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال .
الأوابون: يعني التوابون الرجاعون، صلاتهم: يعني بالنهار، إذا رمضت الفصال: التي هي أولاد الإبل، إذا أحست بالرمضاء يعني في وسط الضحى عندما يقرب اشتداد الرمضاء يصلون ما تيسر، وأوصى بذلك -صلى الله عليه وسلم- بعض صحابته فالتزموا بذلك، أوصى أبا هريرة وأبا ذر كل واحد منهم أوصاه بثلاث: أن يوتر قبل أن ينام من باب الاحتياط؛ حتى لا يفوته الوتر في آخر الليل، وكذلك -أيضا- أن يواصل الصوم ثلاثة أيام من كل شهر، واختار له أن يصوم الأيام البيض، وكذلك -أيضا- اختار له ألا يترك صلاة الضحى ركعتين أو ما تيسر منهما.
وذكر -أيضا- أن بعض السلف -رحمهم الله- كانوا يصلون قبل الفرائض وبعدها نحو اثنين وثلاثين ركعة، يعني الركعات التي يصلونها قبل الفرائض وبعدها، فيصلون قبل الظهر ست ركعات، وبعدها ست ركعات، وقبل العصر أربع ركعات، وقبل المغرب ركعتين وبعدها ست، وبعد العشاء ست، وقبل الفجر ركعتين وقبل العشاء ركعتين، زيادة على صلاة الضحى، وعلى صلاة الوتر، ومحافظتهم يوميا على أربعين ركعة هذه مستديمة، غالب السلف ما ينقصون عن أربعين ركعة في كل يوم وليلة؛ وذلك لأن الفرائض سبعة عشر ركعة، والوتر إحدى عشر ركعة، والرواتب اثني عشر ركعة، فيكون الجميع أربعين ركعة لأنه ورد في حديث: من قرع الباب كل يوم أربعين مرة يوشك أن يفتح له وفي لفظ: من ضرب الباب بأربعين ركعة كل يوم يوشك أن لا يرد فكانوا يحافظون على أربعين ركعة في كل يوم وليلة، هذه مواظبتهم على صلوات الفرض وصلوات النفل.

line-bottom